الخيارات الثنائية

أفضل استراتيجيات تداول الأسهم

إن اختيار استراتيجية التداول ربما تكون أهم خطوة يتخذها المستثمر بمجرد الدخول إلى سوق تداول الأسهم، فهي التي ترشدك خلال اختيارك لصفقات، وأسلوبك في الشراء، والمدة الزمنية التي تحتفظ خلالها بالأسهم ضمن محفظتك الخاصة، والموعد الذي يتعين البيع خلاله.

ودون استراتيجية واضحة، إن استثمارات قد تكون عشوائية، في ظل عدم إدراكك لكيفية استغلال وضع السوق من أجل تحقيق العائد الذي تريده، كما تساعدك استراتيجية التداول في الحد من المخاطر التي قد تواجهها، إضافة إلى أن معظم النجاح طويل الأجل لأي محفظة استثمارات يعتمد في الأساس على أسلوب تخصيص أصولها، أو توزيعها بين مجموعة من سبل وأدوات التداول.

 

لا شك أن الأمر قد يكون شاقا لوضع استراتيجية تداول خاصة، لكن من حسن الحظ، فإن المستثمرين على مدار السنوات الماضية، اضطلعوا بتطوير استراتيجيات فعالة للاختيار والشراء والبيع. وبمجرد أن تفهم كيفية عمل كل منها داخل سوق الأسهم، فإنه يمكنك الاختيار منها الأكثر ملاءمة، وتعديلها بالشكل الذي يلاءم أسلوبك الخاص في التداول.

 

كذلك، عادة ما يضع خبراء ومستشارو التداول في المنصات المختلفة عبر الانترنت، استراتيجية التداول على قمة الخدمات التي يقدمونها. ويمكن أن يساعدك مستشارك الخاص في فهم كيفية عمل الاستراتيجيات المختلفة، وأي منها الأكثر فائدة لك، والتي تتنوع بين عدة أشكال:

 

الاستراتيجيات قصيرة الأجل

 

يعطي أداء أسواق المال عبر تاريخها أفضلية للاستثمارات في الأسهم، على الاستثمارات في السندات والأدوات الاستثمارية الأخرى في الأجل الطويل، كما يساعد التنوع في إحدى فئات الأصول على حمايتك من المخاطر غير المتوقعة، مثل مخاطر سوء قرارات الإدارة، التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض قيمة الاستثمارات.

 

ومع ذلك، هناك العديد من التوجهات قصيرة الأجل، التي يمكن استخدامها من أجل زيادة الأرباح، رغم أنها تزيد أيضا من مخاطر تكبد الخسائر. مثل بيع الأوراق المالية المقترضة، والشراء الهامشي، والتداول في ذات الجلسة، وجميعها تعتمد على تقييمك لما قد يحدث بالأسواق خلال الأيام أو الأسابيع القليلة الماضية.

 

الشراء الهامشي

 

حينما تشتري أسهما جديدة من خلال هذا الحساب، يمكنك توفير جزء من المبلغ واقتراض الباقي -حتى 50%- من وسيط التداول الخاص بك، ويطلق عليه قرض هامشي، وتسدد الفائدة المستحقة عليه.

 

وإذا ما ارتفع سعر أسهمك الجديدة، تقوم ببيعها وسداد القرض الهامشي والحصول على الباقي، بعد خصم رسوم وسيط التداول وفائدة القرض. وحينما تنجح الاستراتيجية، يمكن أن يكون العائد أكبر بكثير مما كان سيصل إليه إذا سددت التكلفة بالكامل من أموالك الخاصة. ويعد ذلك مثالا على استخدام نظم زيادة رؤوس الأموال لصالحك.

 

وإذا انخفض سعر الأسهم، يمكنك الانتظار للتعرف على ما إذا كان السعر سيرتفع مرة أخرى. لكن، عليك الانتباه، فكلما طالت مدة الانتظار، كلما ارتفعت تكلفة القرض الهامشي، ما يؤدي إلى تقليل نسبة الأرباح المستقبلية.

 

وإذا ما انخفضت قيمة الأسهم بما يتجاوز نقطة معينة، تمثل نسبة مئوية محددة مسبقا من حقوق ملكيتك، ستطالبك شركة السمسرة بأن تضيف مبلغًا كافيًا إلى حسابك الهامشي، لرفع القيمة مرة أخرى إلى ذلك الحد الأدنى. وتتمثل حقوق الملكية الخاصة بك في الفارق بين القيمة السوقية للسهم ومبلغ القرض الهامشي.

 

بيع الأوراق المالية المقترضة

 

للاستفادة من الانخفاض المتوقع للسعر، يمكنك أن تقترض حصص الأسهم، وتبيع الأسهم المقترضة لتحصل على المبالغ المالية التي يتم تحقيقها جراء عملية البيع.

 

فإذا ما انخفض السعر، تعيد شراء الأسهم بالسعر الأقل، وترد الأسهم التي اقترضتها إلى شركة الوساط، وبعد سداد الفائدة والعمولات، فمن المتوقع أن تكون حققت خلال عملية البيع المبدئية أرباحا أكبر مما تكلفته خلال إعادة شراء الأسهم.

 

لكن يمكن أن يكون لتلك الاستراتيجية تأثيراً عكسياً، إذا ما ارتفع سعر الأسهم،أو حتى إذا ما استقر لفترة زمنية طويلة، نظرا لأن رسوم الفائدة ستتزايد. ويمكن أن تقرر تغطية مركزك المكشوف، من خلال شراء الأسهم بسعر أعلى من السعر الذي قمت ببيعها به. ما يكبدك الخسائر.

 

التداول في ذات الجلسة

يستخدم بعض المستثمرين استراتيجية التداول في ذات الجلسة/ ويسعون وراء شراء الأسهم نظرا لارتفاع سعرها في أثناء الجلسة، وليس لمجرد الأسس الجيدة الأطول أجلا، مثل النمو وإمكانية توزيع الأرباح.

 

وعلى غرار أي استراتيجية، يعتمد نجاحها على اتخاذ القرار في الوقت المناسب، يتطلب التداول في ذات الجلسة اهتماما متواصلا. ويمكن أن تكون النتائج الإيجابية محيرة، خصوصا في الأسواق المتقلبة نسبيا، حينما يصعب تحديد اتجاهات الأسعار والتعرف عليها بسهولة.

 

خطط طويلة الأجل

 

الاستثمار الفعال بمثابة اقتراح طويل الأجل، ويؤدي القيام بذلك إلى صياغة بعض الاستراتيجيات التي يتم اختبارها بصورة جيدة.

 

الشراء والاحتفاظ

 

يدافع العديد من الخبراء عن استراتيجية الاستثمار المتمثلة في الشراء والاحتفاظ، التي تعني أن تختار الاستثمارات الجيدة والاحتفاظ بها في محفظتك لأجل طويل، وبمرور الوقت، تتوقع أن يزداد سعر الأسهم، ما يؤدي إلى دعم قيمة محفظة استثماراتك. وتتوقع أن تدر لك السندات عائدا منتظما. بل وربما يكون هناك أرباح أو توزيعات أسهم مجانية إضافية.

 

لكن تذكر، أنه إذا لم يحقق أحد استثماراتك التوقعات المرجوة منه، حينما تحقق الاستثمارات المماثلة أداء أفضل، يكون بيعه وشراء استثمار آخر بمثابة تخطيط استراتيجي.

 

الاستثمارات ذات المعدلات الثابتة

 

يعد ضخ الاستثمارات بمعدلات ثابتة، بمثابة استراتيجية طويلة الأجل. حيث يمكنك خلال ذلك أن تستثمر نفس المبلغ في إطار استثمار محدد، وفقا لجدول منتظم. ومن خلال الالتزام بالجدول الخاص بك، سواء ارتفعت القيمة السوقية أو انخفضت، قد يكون متوسط السعر الذي تسدده، مقابل أسهمك أو وثائق صناديق الاستثمار، أقل من متوسط تكلفة الأسهم خلال نفس الفترة.

 

ويرجع ذلك إلى أنك ستشتري المزيد من الأسهم، حينما ينخفض السعر، ما يؤدي إلى خفض متوسط السعر، لكن تذكر أن الاستثمار وفقاً لهذه الاستراتيجية لا تضمن تحقيق الربح، أو تحميك من الخسائر في أي سوق يتعرض للانهيار. لكنها تعد بمثابة وسيلة اقتصادية لبناء قاعدة أصولك.
وفي الحقيقة، فإن المستثمر المحترف عليه أن يتمتع بالمرونة في استثماراته، لتتماشى مع ظروف السوق المختلفة، ففي أوقات كثيرة قد تجبرك حالة السوق بأن تكون مستثمرا طويل الأجل أو قصير الأجل.

Save

Similar Posts